المت بالبكر وعكة صحية لازمته الفراش وعدم المغادرة حوالي مدة شهر في مسكنه الكائن في محلة (على الصالح حي السلام وكان يشكو من حصوة في الحالب وانحسار البول والذي يشرف على معالجته الدكتور عزت مصطفى والطبيب الذي يلازمه ليل نهار هو الدكتور تحسين معلا المقيم معه اكثر الايام ويتردد
عليه الدكتور عبد اللطيف والدكتور غائب مولود مخلص كزائرين وهذا الحدث بالتمام كان في شهر نيسان من عام 1968.كنت شخصياً في زيارة العم البكر بحكم صلة الجوار ورعايته الخاصة لعائلتنا انئذ فكلما اكون في الاجازة من عمل حيث كنت موظفاً خارج بغداد ازوره سواء كان صحيحاً ام مريضاً واعتدت على هذا الحال حتى اخر زيارة له كانت يوم السبت 13 /7 /1968.
كان البكر على جانب عال من دماثة الخلق وتكريم الزائرين فكان يضمني الى مجلسه باقرب مكان بل ويؤشر لي بالجلوس الى يمينه او مقابله ويستفسر عن احوالنا الواحد تلو الاخر،وكان ائنذ من المعتادين على تدخين سكارة (اللف)القروية.
كنت في تلك الزيارة جالساً الى يساره وجاءه المخبر ان الرئيس عبد الرحمن عارف قد وصل موكبه الى باب الدار لزيارة تفقدية عن صحة البكر ،فاشار البكر لاستقباله وابقائي جالساً على يساره وبجانبي الدكتور تحسين المعلا ،ودخل الرئيس عارف وحيا البكر تحية الاعتزاز والتكريم حيث حضنه وقبله من جبينه واخذ مكانه الى يمين البكر من الواجهة الثانية الجانبية واستفسر عن صحته وعن طرق العلاج وتوفر الادوية ثم عرض عليه الرئيس عارف اذا كانت الحالة تستدعي السفر الى خارج العراق وهنا عرض له الدكتور المعلا نوع العلاج والتحسن الطارئ على صحة البكر.
واطمان الرئيس عارف على صحة البكر واخذوا يتحدثون ببعض المزاح ومن جملة ذلك المزاح اللطيف الهادئ اسر الرئيس عارف الى البكر فقال له بصوت خافت ابو هيثم ليش ما تشرب مي شعير ـ فاجابه البكر مازحاً وقال له مو هسه كنت بالجامع تصلي.. فاسرع الدكتور المعلا مخاطبا الرئيس عارف قائلاً له سيدي والله قلت له ذلك فضحكوا وضحكنا معهم جميعا القريبون من الرئيس عارف والبكر ،حيث صادفت صلاة الجمعة للرئيس عارف في جامع شاكر العاني الكائن في نفس المنطقة السكنية للبكر ومنها جاء زائراً للبكر.
وكان البكر يود المزاح وصاحب نكتة رقيقه وقليل الكلام ويود السماع الى المطرب الريفي عكار الجبوري صاحب المع الغنائية (ياذيب ليش اتعوي حالي مثل حالك) وكان يحتفظ بكاسيت لمجموعة اغانيه الريفية ومن مزاحه توسطت لديه وهو عقيد متقاعد لاحد اقربائنا من طلاب الكلية العسكرية في الصف المستجد واسمه حسن جابر الحسن الذي حدثت له خصومة في الكلية وعلى اثر شجار ونتيجته مجلس تحقيقي فصل على اثره من الكلية ،فتعهد البكر بالتوسط له ومن تواضع هذا الرجل الطيب الذكر الرئيس البكر رحمه الله جاء برسالة فيها ظرف مرسل الى المقدم سالم كان مساعد امر الكلية العسكرية.
ومن طلاب البكر عندما كان امراً للكلية العسكرية في الخمسينيات من القرن الماضي وعندما ذهبت الى الكلية العسكرية ودخلنا الى غرفة الانتظار للمقدم صاحبني الفضول وفتحت الظرف لاقرأ كتاب البكر رحمه الله ،واذا به يخاطب مقدم سالم بهذا البيت من الشعر (مازاد حنون بالاسلام خردلة ـ ولا النصارى لهم شغل فيما بعد علمت ان المقدم مسيحي الديانة ،وخشينا انا وطالب الكليه حسن بحرج وخوف وخرجنا من الصالة مسرعين وعدنا الى بيتنا عصراً وشاهدنا البكر فقال مستفسراً ولك وين وصلت فاجبته يا عم انت ليش اشكاتب حتى نواجه المقدم سالم ،ولما عرف بالظرف كان مفتوحاً اخذه من يدي ولصقه بلعاب شفتيه وقال تذهب غداً صباحاً وتعطيني النتيجة والا بعد لا اتراويني ظهرك،وفعلاً ذهبنا للكلية العسكرية وسلمنا الظرف للمقدم سالم وعندما فتحه وعرف انه من العقيد البكر ضحك ضحكاً شديداً واجلسنا بغرفته وقال اشلون العم اشلون صحته انا مشتاق اليه وسوف ازوره باقرب وقت وبعدئذ سحب مجر منضدته واخرج اوراق المجلس التحقيقي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق