مجموعة العراق للاعلام IQGM :على قمة جبل جرزيم نفتح فيها أوراق أصغر طائفة دينية في العالم الطائفة السامرية. إلى الجنوب من مدينة نابلس ينتصب جبل شاهق الارتفاع اسمه جرزيم، ويحتضن على قمته قطعة أثرية نادرة طائفة دينية هي الأصغر في العالم، إنهم السامر يون أحفاد سيدنا موسى عليه السلام الذين دخلوا هذه الأرض قبل ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وأربعين عاماً قادمين من صحراء سيناء، حيث أسسوا مملكة ما لبثت أن انقسمت إلى مملكتين، واحدة يهودية في الجنوب وأخرى سامريه في الشمال
جبل جرزيم |
ويبلغ تعداد هذه الطائفة سبعمائة سامريّ هم البقية الباقية من سلالة عمرها يزيد على ثلاثة آلاف عام .
.
ويحافظ أبناء ألطائفه على معتقدهم ولغتهم التي يعقدون أنها اللغة التي تكلم بها ابو البشر آدم عليه السلام وإبراهيم وإسحاق .
ويفضل أبناء هذه ألطائفه ان يطلق عليهم ألسامريّ بدل اليهودي التي أعتاد الفلسطينيون ان يطلقوا عليهم هذا الاسم وهم يشمأزون منه ، وهم أيضا يعتزون بوطنيتهم الفلسطينية وبهويتهم الفلسطينية .
وهم يتكلمون العربية بطلاقه واللهجة النابلسية أيضا .
تتكون الطائفة السامرية من خمس عائلات، أربعة منها عادية وعائلة الكهنة التي تمسك بمفاتيح الدين وتحكم الطائفة، ولا يسمح لأبناء الطائفة الزواج من غير السامرية، وبسبب قلة العدد وزواج الأقرباء أوشكت الطائفة على الانقراض مجدداً، حيث بلغت نسبة الإعاقة الجسدية والعقلية بين المواليد الجدد حداً خطيراً، مما حدا بالكاهن الأكبر الى إصدار فتوى بهذا الخصوص .فقد أفتى كاهنهم الأكبر ( عبد المعين صدقه ) بالزواج من غير ألطائفه على شرط إن يصبح هذا الزوج أو الزوجة سامريّا قبل الزواج .
من الأعياد لدى الطائفة السامرية( عيد العرش) الذي يبني فيه أبناء الطائفة عريشاً من الفواكه والثمار في وسط المنزل، بشرط أن تكون هذه الثمار قد نبتت في الأراضي المقدسة، فيجب على الإنسان ألسامريّ أن يجمع هذه الثمار في أيام العيد، حيث يتجول أثناء ذلك في شتى بقاع الأرض، وهكذا يكمل فرضاً من فروض الديانة السامرية وهو التعرف على الأرض المقدسة.
أما عيد الفسح بالسين وليس بالصاد فتجتمع فيه كل الطائفة ليلاً بلباس أبيض موحد لتبدأ مراسم ذبح القرابين، حيث يختلط الدم الأحمر باللباس الأبيض فيما يردد الجميع مقاطع من الآيات التوراتية، ترتبط حياة السامرين بشكل مباشر في دينهم، وهم ملتزمون بشكل ملفت إذ يتعلم الأطفال حتى سن العاشرة اللغة التوراتية كما يحفظون وينفذون عن ظهر قلب كل التعاليم المرتبطة بالدين، بالإضافة إلى التزامهم بالصلوات وقدسية يوم السبت، وبقية الأعمدة الدينية التي تقوم عليها الديانة السامرية.
ويقول السامريون أن جزءاً منهم استطاع خلال تلك الفترة البقاء هنا وحافظ على النسخة الأصلية من الكتاب المقدس، بينما عاد أولاد عمومتهم من بني إسرائيل بتوراة مختلفة ومزورة قامت عليها الديانة اليهودية
ويرى السامرين بحسب عبد الله الكاهن، أن هناك ثمة تقاربا بين السامرية والإسلام، حيث تحتوي صلواتهم على ركوع وسجود، بالإضافة إلى أنها تسبق بوضوء، وهم يمتنعون عن الأكل والشرب والعمل يوما كاملا عادة قبل أعيادهم الدينية.
وشأنهم شأن الفلسطينيين، تضرر السامريون جراء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وأصبحت حركتهم صعبة نتيجة الحواجز الأمنية والحصار بواسطة الجيش الإسرائيلي. وفي الفترة الأخيرة سمح لهم الجيش الإسرائيلي بالدخول والخروج من منطقتهم ضمن مواعيد زمنية يومية، لهذا السبب يجد السامر يون صعوبة كبيرة في التنقل وممارسة أنشطة الحياة اليومية المعتادة.
ويقول الكاهن الأكبر (عبد المعين صدقه) :- أن جبل جرزيم هي كعبثهم وان الإيمان بيوم الحساب والعقاب هو يوم القيامة .
وحياتهم تسير على حسب الوصايا العشر التي أمرهم بها نبي الله موسى
وهي عندهم الوحدانية كما يسمونها ، وهي :- لاتحلف بالله زورا –قدسية يوم السبت –احترام الوالدين –عدم القتل –عدم السرقة –عدم الزنا –عدم الحسد- قدسية جبل جرزيم .
ويقول الكاهن الأكبر :- كنا واليهود شعب واحد وديانة واحدة الى إن جاء سليمان ومات سليمان وانقسمنا بعد سليمان الى مملكة الشمال وعاصمتها نابلس حاليا وحيث فيها جبل جرزيم ،ومملكة الجنوب وعاصمتها القدس وهي يهودا
نحن مملكة إسرائيل ( الشمال ) وهم ( أي اليهود ) مملكة يهودا والحد الفاصل سنجل والذي يتعدى على الأخر يقتل .
وبعد أربعمائة عام على هذا الخلاف حلت كارثة على شعب إسرائيل
اذ جاءهم البابليون واحتلوا المملكة الجنوبية ( يهودا ) وجاء الأشوريون
واحتلوا المملكة ألشماليه ( السامر يون ).
ويحفظ السامر يون بأقدم نسخه توراة موجودة في العالم والتي يعود عمرها الى أكثر من 3630عام بينما عمر توراة اليهود 1000سنه وهذا واحد من سبعة آلاف خلاف بين التوراة ألسامريه والتوراة اليهودية .
وينظر السامر يون الى اليهود على أنهم منشقين عن اليهودية لأنهم حّرفوا التوراة وبدلوا لغتهم االعبريه الى اللغة الاشوريه منذ 2300سنه .
ويقول الكاهن الكبر ( عبد المعين صدقه ) :- ان القدس ليس لها اعتبار ولا أهميه عند السامرين .
ويعتبر السامر يون أنفسهم الشعب الأصيل في فلسطين لأنهم لم يغادروا المنطقة منذ 3644سنه لحد ألان إما اليهود فقد غادروها وانقطعوا عنها 2000سنه وجاءوا بجنس جديد ولغة جديدة ماله علاقة ببني إسرائيل .
ويعتقد السامر يون إن هذا العداء بينهم وبين اليهود يعود كونهم ألطائفه الوحيد التي تستطيع إن تكشف التزوير والتحريف في التوراة .
ويقول الكاهن الأكبر :- ان إعداد ألطائفه كان بالملايين ثم اخذ يتناقص بسبب الكوارث التي تعرضوا لها ، وفي عام 1917م كان عددهم عشرة أزواج فقط توزعوا بين نابلس ودمشق وحلب وببعض الدول ألمجاوره ،
الى ان جاء كاهن اسمه ( يعقوب ليزرع ) فجمع شمل السامرين على قمة جبلهم المقدس .
إما موقفهم من الصراع العربي الفلسطيني :- فهم محايدون ومسالمون وتربطهم مع العرب علاقة حسنه ومن الجدير بالذكر ان أسماءهم عربية خالصة ( كعبد الله وعبد المعين وغيرها من الأسماء العربية ) وهم يعتزون بفلسطينيتهم ويفضلون اسم فلسطيني على تسمية ألسامري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق