2012-02-21

أسماء بعض العراقيين تتحول إلى «لعنة» تلاحقهم


مجموعة العراق للاعلام IQGM :تفاجأَ أحد الموظفين في دوائر الدولة بمحافظة كربلاء بأنّ اسم إحدى المراجعات كان «هويشة» وبعدما نادى باسمها ضحك جميع من كان في القاعة، فيما أطرقت هي بوجهها نحو الأرض لا تدري ماذا تقول سوى أنها ليست مذنبة بهذا الاسم فوالدها من سمّاها به وعليها أن تحمله مدى عمرها.
فليست مثل هذه المواطنة العراقية الضحية الوحيدة للأسماء التي يطلقها الآباء على أطفالهم وخاصة في الريف العراقي فهنالك الكثير من هذه الأسماء الغريبة.
من الأسماء التي يطلقها العراقيون على السيارات المختلفة، فلاونزا والقرش و ليلى علوي
والبطة والكاسحة وسيناتور ورأس الثور والاقجم والغزالة والفارة وغيرها.
ولا تزال الكثير من العائلات العراقية تعتمد بعض الأسماء التي لم تعد تناسب العصر الحالي والتطورات الحديثة، فيما يصرّ البعض على تسمية أبنائهم بأسماء الأجداد القدماء أو بأسماء الحيوانات لدرء الحسد عن أطفالهم بحسب المعتقدات الشعبية.
ويوضّح رجل الدين أرشد الفؤادي، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) أنّ «اختيار الأسماء المناسبة للأطفال من واجب الآباء ويتحتّم عليهم احترامها كأحد حقوقهم في هذه الحياة، لكي لا تتحول هذه الأسماء لكابوس يطارد أصحابها مدى الحياة».
ويضيف الفؤادي بأنّ «هنالك الكثير من الأشخاص الذين يصيبهم الإحباط نتيجة لأسمائهم الشخصية غير اللائقة، فيما يوصي الإسلام بضرورة اختيار الأسماء الجميلة للأطفال من آبائهم».
ويؤكّد علماء النفس بأنّ لأسم الشخص تأثير كبير على سلوكه وحياته اليومية، وقد يصاب الأشخاص ذوي الأسماء السيئة التي لا تناسب الوقت الحاضر بعقدة نفسية تحوّل حياتهم لعذاب لا ينتهي.
ويبين التدريسي علي اللاوندي، لـ(آكانيوز) بأنّ «للجهات الرسمية دور كبير في القضاء على هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع العراقي وخصوصاً الريفي، من خلال منع إصدار أي هوية ثبوتية للأطفال الجدد الذين يحملون أسماءً غير مناسبة وإرغام الأهل على تغييرها».
ويستشهد اللاوندي بالقول الموروث (خير الأسماء ما عبّد وحمّد)، ومع ذلك «فباستطاعة الآباء استخدام أسماء جديدة وعصرية تليق بأطفالهم والحرص على عدم استخدام الأسماء الغربية والاحتفاظ بالأسماء العربية الزاخرة». ومن جانب آخر فإن الانفتاح الديني الذي شهده العراق بعد سقوط النظام السابق، دفع الكثير من العراقيين إلى إطلاق أسماء قريبة من الدين مثل أسماء العلماء والأئمة كما موجود لدى المسلمين الشيعة، مثل (علي، حسين، محمد) والأسماء المركّبة مثل (محمد باقر، زين العابدين، محمد صادق، أبو الفضل)، والأخيرة هي الرائجة في أسماء الذكور وأصبحت موضة العصر. أما أسماء البنات، فالمسؤولية تصبح أكبر على الآباء والأمهات بحسب شخصية المرأة التي يجب أن تكون جذابة وجميلة بكل شيء ومنها أسمها الشخصيّ، وأخذت الكثير من العوائل المثقفة تسمية بناتها بأسماء حديثة ومميزة، فيما يعتز البعض بتسمية بناتهن باسم (فاطمة) تيمناً باسم السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي، بينما يستيقظ الريف العراقي يومياً على أسماء أنثوية بائسة، مثل (اصخيلة، سودة، ثويلة،حمزية، هويشة).. وهلمّ جراً.
ويلفت أحد سكان محافظة كربلاء، ويدعى ياسر سرهيد، في حديثه لـ(آكانيوز) إلى إن «اسمه القديم (هادود) كان يشكّل له ضغطاً نفسياً عندما ينادى به في المناسبات وأمام أصدقائه، حتى قرر أن يغيّر اسمه في السجلات الحكومية بحسب رغبته».
ويضيف سرهيد، «لو كان الأمر بيد المرء في اختيار اسمه منذ ولادته لما سمعنا اليوم مثل هذه الأسماء الغريبة والمضحكة في بعض الأحيان بمجتمعنا العراقي المتحضّر أمثال (عاشوش، عصفور، تايه، ساطور، زباله)».ويشير أيضاً إلى إنه «بالرغم من أن الإنسان يقاس بأعماله الصالحة ولكن لا يعني أن نلغي أحد حقوقه المشروعة في الحياة وهو الاسم الذي يبني شخصيته أو يحطّمها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق