مجموعة العراق للاعلام IQGM :دعا رئيس الوزراء الروسي بوتين شعب بلاده للتكاثر لأنه يخشى تناقص أعداد السكان بشكل مقلق كما يقول.
ووعد بحوافز عدة لتشجيع الآباء على ذلك خلال حملته الانتخابية الرئاسية فأثار موجة عالية من النقد والتهكم وسط منتقديه.
الساسة تجّار الكلام. وبالطبع فإن سوق تجارتهم هذه تشهد في مواسم الحملات
الانتخابية ما يمكن تصنيفه في أبواب كالغريب والطريف والممكن والمستحيل
والكاذب والجريء... الى آخر قائمة طويلة غرضها جذب الزبائن - الناخبين بشكل
أو آخر.
والآن وروسيا تتهيأ لخوض انتخاباتها الرئاسية، فإن البلاد تشهد رواج تلك
السوق مجددا. فقد خرج رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وقطب الرحى في هذه
الانتخابات بما يقول أنصاره إنه «قلب على الأمة»، ومنتقدوه «النكتة
السياسية الكبرى». فقد دعا أهل بلاده الى مزيد من الجنس بغرض التكاثر لأنه
لاحظ، كما قال، ان أعدادهم في تناقص.
وحذر بوتين من أن وتيرة الولادة الحالية تعني أن تعداد السكان سينخفض مع
حلول العام 2050 بنحو 50 مليون شخص لينزل الى نحو 107 ملايين نسمة. ويذكر
أن روسيا هي ثالث أكبر دولة من حيث المساحة الجغرافية في العالم، ومع ذلك
فإن عدد سكانها لا يزيد عن نصفه في الولايات المتحدة.
يطلب المزيد من الأطفال
وقال رئيس الوزراء الروسي، الذي يسعى لولاية رئاسية ثالثة بعد اثنتين من العام 2000 إلى 2008:
«نحن
بمواجهة احتمال مخيف. فقد تصبح بلادنا هذه ربعا خاليا لا يد لنا في تحديد
مصيره. والثمن الذي ندفعه للخيار بين العمل والانصراف عنه يتعلق بقرابة 50
مليون شخص خلال السنوات الأربعين المقبلة».
يذكر أن تعداد الروس انخفض بنحو 2.5 مليون منذ تولي بوتين السلطة الرئاسية
للمرة الأولى في 2000. ويقول أنصاره إن هذا هو السبب الذي حدا به لوضع
الحوافز للإنجاب في قائمة أولوياته خلال حملته الانتخابية الآن.
وفي دعوته المثيرة للجدل تلك، وعد بوتين - في حال إعادته الى كرسي الرئاسة -
بصرف حافز مالي مغرٍ (ما يعادل 225 دولار شهريا) لكل أم تنجب وليدها
الثالث. ووعد أيضا بتسهيل الحصول على السكن الرخيص على الآباء، وزيادة
أعداد المقبولين بالمجان في رياض الأطفال التابعة للدولة. وإضافة الى هذا
فقد تحدث عن مشاريع لإرخاء لوائح الهجرة، والأهم، برامج تهدف لمعالجة مشكلة
إدمان الكحول والمخدرات وسط أفراد الشعب.
لكن منتقدي بوتين يقولون إن حديثه عن أهمية التكاثر لا يتعدى كونه «مزحة
سياسية ضخمة» لأنه يشغل نفسه بالأفرع ويهمل الجذر. ولذا فهو لا يقدم
للعوائل نوع الثقة التي تحتاج اليها إزاء المستقبل في دولة مازالت تعاني من
ارتفاع مستوى معدل الوفيات عن تلك السائدة في عدد من الدول النامية.
ونقلت الصحافة الغربية بعض تعليقات اولئك المنتقدين على الإنترنت. فقالت
امرأة ياسم إينا: «هل يريد لنا رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الآن أن نمارس
الجنس بلا انقطاع؟ في زمن الاتحاد السوفياتي كانوا يقولون إن البلاد تعاني
من زيادة عدد السكان بسبب كثرة الجنس فكادوا يحظرونه رسميا. والآن في روسيا
يقولون لنا إننا إلى زوال بسبب تناقص السكان فيحثوننا على ممارسة الجنس
ويشجعوننا حتى بالمال». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق