مجموعة العراق للاعلام IQGM - بات اختيار الأقلام الملونة وتمييز خطوط المترو والوصول إلى المستشفى أسهل بالنسبة إلى المصابين بعمى الألوان في مدينة بورتو الواقعة شمال البرتغال بفضل نظام الرموز الذي ابتكره المصمم ميغيل نيفا وقد ينتشر في العالم أجمع .
وبعد أن اخترع المصمم البرتغالي البالغ من العمر 42 عاما نظاما يسمح بترجمة الألوان إلى رموز يسهل حفظها، بات يمضي ساعة يوميا للرد على رسائل التشجيع التي يبعثها إليه أشخاص من كل أصقاع العالم مصابون بعمى الألوان يقولون إنه “بطل” أو “ملاك حارس” بالنسبة إليهم .
ويقول ميغيل نيفا في مشغله في بورتو “لم تكن لدي أي فكرة عن البعد الذي سيبلغه هذا المشروع أو مدى تأثيره في الأشخاص المستفيدين منه” .
وجاء هذا الانجاز بعد مسار بدأه المصمم قبل عشر سنوات تقريبا عندما كان يعد أطروحة ماجستير حول المصابين بعمى الألوان الذي يمثلون 10% تقريبا من سكان العالم الذكور ويعجزون جينيا عن تمييز بعض الألوان .
ويقول المصمم “كان لدي في المدرسة الابتدائية زميل مصاب بعمى الألوان عاش سنوات مأساوية بسبب قسوة الأطفال الذين كانوا مثلي يسخرون منه” .
ويرتكز نظام الرموز الذي وضعه المصمم وأطلق عليه اسم “كولور آد”، إلى مبدأ الألوان الأولية . ويرمز خط صغير إلى اللون الأصفر فيما يتمثل اللونان الأحمر والأزرق بمثلثات رؤوسها موجهة نحو اتجاهات معاكسة . وعند مزج الخط والمثلثاث كما تمزج الألوان، يشكل الخط والمثلث الموجه إلى اليمين اللون الأخضر، وهكذا دواليك بالنسبة إلى الألوان السبعة التي يتكون منها قوس القزح .
وكان مستشفى ساو جواو في بورتو وهو من أكبر المستشفيات في البلاد، المؤسسة الأولى التي تعتمد هذا النظام في الأشرطة الملونة التي يشير كل منها إلى خدمة من الخدمات التي يقدمها المستشفى وفي الأساور التي توزع على المرضى عند تصنيفهم .
ويقول د . فرناندو فالكاو، رييس رئيس قسم طب العيون في المستشفى “جرت محاولات عدة في السابق لمساعدة المصابين بعمى الألوان على تدبر أمورهم لكن هذا النظام يمثل مقاربة جديدة تماما وأعتقد أنه قابل للانتشار عالميا لأن تعلمه بسيط للغاية وتطبيقه سهل” .
ويقول جوزيه فييرا مالك مصنع “فياركو” للأقلام الواقع على بعد ثلاثين كيلومتراً تقريباً جنوب بورتو، “فكرة ميغيل عبقرية وبسيطة جدا وأعتقد أن ابتكاره سينتشر في العالم أجمع بعد بضع سنوات” .
وأنتج المصنع منذ أواخر العام 2010 قرابة 8 آلاف علبة مؤلفة من اثني عشر قلما ملونا يحمل رموز نظام “كولور آد” .
ويقول فييرا (38 عاما): “سمح لنا هذا المنتج بالتميز عن الآخرين ولاقت الفكرة إقبالاً كبيراً لدى الموزعين”، مشيراً إلى أن النظام يحتاج إلى الانتشار بشكل أوسع ليبلغ طاقته التجارية القصوى .
وبات نظام الرموز هذا متوافراً في كتيبات مصنعي مواد التلوين والمواد الخزفية والأحذية والملابس أيضا وفي شبكة المترو في بورتو . ويوضح نييفا أن “وسائل تطبيق النظام لا حدود لها”، مشيراً مثلا إلى برنامج معلوماتي يتعرف إلى كل لون عند تحريك فأرة الحاسوب وإلى المفاوضات الجارية لاعتماد منظمة الألعاب الأولمبية نظامه خلال دورتها التي تنظم في ريو دي جانيرو سنة 2016 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق