بدوره أكد الباحث السوري في الشؤون الإستراتيجية سليم حربا أن البنية
القيادية والتنظيمية للعصابات المسلحة تم تطهير منطقة بابا عمرو وجوارها
منها بخسائر شبه معدومة من قوات حفظ النظام والمدنيين، كون المنطقة لم يكن
يتمركز فيها الا العصابات.
وفي حديث خاص قال حربا إنه قد تم القبض على أعداد ضخمة من مسلحين يحملون
جنسيات عربية، منها الخليجية والعراقية واللبنانية ومن بينهم رجال
استخبارات قطريون، ومقاتلون من دول أجنبية كأفغانستان وتركيا ودول أوروبية
مثل فرنسا مضيفا ان هناك فضائح وفظائع اكتشفها الجيش بعد دخوله بابا عمرو،
من حيث الأنفاق والتجهيز.
هذا وتم ضبط أسلحة إسرائيلية وأوربية وأميركية المنشأ، وهي متطورة جداً
لدرجة لم يتم اختبارها في البلد المصِّنع.. تم ضبط قذائف إسرائيلية ومناظير
ليلية وصواريخ لاو والشيبون، ومنظومات رؤية ليلية وأجهزة إتصالات متطورة
جداً.
وأردف قائلاً إن محطات اتصال نُشرت على الأراضي اللبنانية بهدف الإشراف
على العمليات المسلحة في بابا عمرو، ولتأمين تواصل القيادات الميدانية مع
مكتب تنسيقي يديره رجال استخبارات في العاصمة القطرية الدوحة، موضحاً أن
هروب الصحفيين البريطانيين من حمص وتسللهم عبر الحدود اللبنانية – السورية
أتى نتيجة هذا التنسيق.
وإذ لفت سليم حربا إلى أن محطات الاتصال تولى متابعتها شخصيات لبنانية
ومنها شخصيات نيابية تابعة لتيار المستقبل، اعتبر الباحث السوري أن هذه
الشخصيات عملت على تحويل منطقة وادي خالد إلى منطقة عمق استراتيجي لبابا
عمرو.
كما كشف حربا لموقع المنار، أن مكتباً تنسيقياً أنشئ في قطر برعاية
أميركية – خليجية، يجمع رجال استخبارات أميركيين وفرنسيين وخليجيين
وتحديداً من قطر والسعودية، إضافة إلى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية
الأميركية الـ "سي آي اي والموساد الإسرائيلي ومن شركة "بلاك ووتر" ورموز
في المجلس السوري الانتقالي وأضاف أن صفقة أجرتها قطر مع شركات تسليح
إسرائيلية وأميركية، لتسليح العصابات المسلحة تمت بتمويل خيليجي.
وأوضح الباحث السوري أن أهمية العملية الأمنية في حمص أتت من الآمال
التي عقدتها الأطراف الاقليمية والدولية على العصابات التي كانت تتخذ من
بابا عمرو مركزاً لها، مشيراً أنه كان المطلوب تحويل حمص إلى بنغازي جديدة.
ولفت حربا إلى أن العملية أنجزت بحرفية ودقة عالية، من حيث الزمان
والمكان، وأن النتائج عبرت عنها العصابات نفسها حينما زعمت أن انسحابها كان
تكتيكياً.
وتناول حربا في حديثه مسألة الوثائق والمفاجآت التي أُعلن عنها، ذاكراً
أنه سيتم الكشف عنها في الزمان والمكان المناسبين، وقال :السلطة لا تريد أن
تحرق ما بحوزتها من أوراق.. القوات الأمنية في سورية لديها من الوثائق
والإعترافات ما يمكن له أن يقلب الطاولة على رؤوس كل من تآمر على سورية،
وأن تغير الواقع الأمني والسياسي ليس على مستوى الداخل السوري فحسب بل على
متسوى دول الجوار.
واعتبر أن ما كل يُعقد من مؤتمرات واجتماعات من قبل من وصفهم بـ"أعداء
سورية" يراد من خلاله التمهيد لمبادرة أميركية بعنوان إنساني، لكنها ذات
بعد عسكري ولفت أن كل المحاولات الأميركية ستصطدم بالموقف الروسي والصيني
والإيراني وبالثقل الدولي لمنظمتي البريكس وألبا.
وختم ان في النهاية سترضخ الولايات المتحدة للشروط الروسية والمبادرة
الروسية لأن المواجهات أظهرت ملامح الهزيمة، وبيّنت أن النظام السوري لازال
قوياً بما فيه الكفاية ليقطع الطريق على أي مؤامرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق