2012-06-15

خفايا واسرار وقصة الوشاية التي أدت الى مقتل عدي وقصي وابنه مصطفى ؟!!



 
 مجموعة العراق للاعلام IQGM :  مذكرات الرئيس المقبور "صدام حسين" هي مذكرات العصر.. وكل صفحة فيها تحكي قصة مثيرة ومدهشة.. وأجد نفسي مضطراً للإعتذار لعمي الطيب مصطفى وشركة المنير لنقل مقتطفات من مذكرات صدام حسين وستكون هذه الحلقة قبل الأخيرة.

المحامي خليل الدليمي الذي رأس هيئة الدفاع لم تكن تربطه أية علاقة بالمقبور "صدام حسين".. ولم يره قبل ذلك.. وليس لخليل الدليمي أية إتجاهات سياسية، ولم يعمل بالسياسة في حياته.. إلا أنه عراقي من عشيرة الدليم احدى العشائر العراقية وهي عشيرة معروفة وتطوع وذهب بنفسه مقدماً نفسه للرئيس المقبور "صدام حسين" مدافعاً عنه.


وقال خليل الدليمي عندما قدمت نفسي للرئيس لأول مرة.. قال لي إن عشيرتكم من الأبطال وسالت دموعه لأول مرة وحضن خليل الدليمي.. وقال له إنت مثل ابني منذ اليوم.. الرئيس.. تلقى نبأ مقتل ولديه عدي وقُصي وحفيده مصطفى بن قُصي ببسالة.. وقد كتب المحامي خليل الدليمي قصة مقتلهما على لسان الرئيس.. وكيف تلقى نبأ مقتلهما وقصة الوشاية التي أدت الى قتلهم.


وفيما يلي ما كتبه الاستاذ خليل الدليمي.. كيف تلقى الرئيس نبأ مقتل ولديه وحفيده


كان آخر اجتماع للرئيس بنجله قُصي في 11/4/2003م وكان الرئيس حينها ما يزال يرتدي بزته العسكرية، وقررا عندها الخروج من بغداد وتوزيع أفراد الحماية بينهما.. وصادف ان التقيا بعدها في مضيف عائلة تعتبر من أهم العوائل العراقية في الجنوب الغربي من مدينة الرمادي لكن بعد قصف هذه الدار، تفرق الجميع كل الى حاله.. في تكريت، مسقط رأس الرئيس صدام حسين، نصحه بعض أقاربه من المخلصين له بأن لا يجتمع ولداه في مكان واحد كي لا يكونا صيداً دسماً لقوات الاحتلال.


ومن هؤلاء الفريق الركن ماهر عبد الرشيد الذي كان من أكثر المقربين للرئيس انتقاداً لأي خطأ يحصل، وكان يقول رأيه بكل شجاعة، خاصة وأن قُصي هو صهر ماهر عبد الرشيد الذي شهدت له ساحات الوغى صولات وجولات، فأحبه العراقيون وغرس هذه المحبة والإخلاص في نجله عبدالله.


توجه نجلا الرئيس الى ناحية العوجة وبينما كان عدى يمضي ليلته في بيت أحد أقاربه، سمع صوت إنفجارات في الغرف الأخرى للدار، فتبين له ان في الأمر وشاية، فقرر وشقيقه قُصي الخروج من محافظة صلاح الدين، بالاضافة الى عبد حمود السكرتير الشخصي للرئيس الذي كان قد كلفه بالبقاء مع نجليه.. توجه الجميع صوب الحدود السورية، ونجحوا في العبور الى القرى السورية المحاذية للحدود بواسطة زعماء العشائر المخلصين للعراق (حسب تعبيره).


كان شبح الحرب يهدد المنطقة كلها، ورائحة البارود والموت تتسرب من كل الزوايا، وأنظار واشنطن وديك تشيني ورامسفيلد وبول وولفوفيتز تتجه الى سوريا طمعاً بما تحقق لهم من نشوة نصر ظنوا أنهم حققوه بعد «سقوط» بغداد أسيرة في أيدي قوات المارينز.


كانت سوريا تحاول دفع هذا الشر بكل الطرق كي تجنب شعبها والمنطقة مزيداً من الانهيار، وعندما علمت السلطات السورية بدخول نجلي الرئيس صدام حسين وعبد حمود الى أراضيها، رحبت بقُصي وعبد حمود، لكنها طلبت من عدي مغادرة الأراضي السورية، وله ان يختار الجهة التي يرغب فيها، والسبب أنها تستطيع التستر على قُصي ومرافقه لأنها تعرف شخصية قصي.. أما عدي فله أعداء كثيرون من العراقيين الذين دخلوا الى سوريا، فكانت تخشى عليه من هؤلاء، وخاصة من أقاربه بسبب العداوات بينهم بالاضافة الى أن امريكا ستكون على علم بوجود عدي في الأراضي السورية، وبالتالي ستدفع سوريا ثمناً باهظاً لهذا الثور الهائج، أمريكا.


لكن قُصي رفض مفارقة أخيه، ومن ثم عاد الثلاثة الى العراق، وقرروا البقاء في الموصل لما لقصي من علاقات ودية مع أهلها، وكان يُحظى بمحبة واسعة من قادة الحرس الخاص وكبار القادة العسكريين من أهل الموصل، وللتنسيق مع قيادة عمليات المقاومة أما عبد حمود، وعند وصولهم الى الحدود، قرر العودة وترك عدي وقصي ليتخذا قرارهما.. فاختار الاخوان ومصطفى بن قصي منزل أحد الأشخاص ليكون مقراً شبه دائم لهم.. فكانت الوشاية اللعينة (حسب تعبيره).


قصة الوشاية

يقول شاهد عيان (ص) وهو من الشخصيات المقربة للرئيس صدام حسين ويُحظى باحترامه وعلى علاقة وطيدة مع قصي، راوياً تفاصيل حادث استشهاد عدي وقصي ومصطفى:

في يوم  5/4/2003 م اصطحبنا السيد جمال مصطفى زوج حلا بنت الرئيس صدام حسين الصغرى، أنا وولدي الى كرفان قرب جامع ام الطبول، حيث التقينا قصي الذي كان برفقته كمال مصطفى وسكرتيره الدوري واثنين من الضباط وقد تم الاتفاق أن أترك ولدي معهم كدليل لهم للوصول الى الموقع الذي اخترناه لهم مع عوائلهم إن كانوا يرغبون، وكان ذلك بعلم الرئيس صدم حسين.


بعد أكثر من شهرين، فوجئت بذهاب قصي وعدي عند نواف الزيدان ومعهم مرافقوهم فلان وفلان أولاد فلان وابن اختهم فلان الذي استطاع الهرب في ما بعد مع نواف بالمبالغ التي كانت بحوزة قصي وعدي، وهو مبلغ كبير جداً، مع حقائب من المصوغات الذهبية، وكان يوجد شخص شاهد يترصد كل هذه الأموال مع الهاربين، وقد شوهد الشخصان نواف الزيدان واحد المرافقين لعدي وقصي يجتازان سياج الدار التي حدثت فيها الجريمة، وكان ارتفاع هذا السياج متراًونصف المتر، وكانا يقومان برمي ثلاث حقائب مليئة بالأموال والمصوغات الذهبية، من السياج خلف الدار، وكان ذلك في فجر احد الأيام ثم غادرا في السيارة التي كانت تنتظرهما.. بعد حين عاد المتهم الرئيسي نواف الى الدار (داره) بمفرده.. كل ذلك قبل مجيء الأمريكان.


في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة التالية، ذهب المتهم الرئيسي نواف ومعه شقيقه، الى قائد القوات الأمريكية في الموصل آنذاك ديفيد برتيوس، وأخبره بأن "عُدي وقُصي" موجودان في داره.. كان في مكتب بتريوس احد شيوخ الموصل المقرب جداً من بتريوس ويتواجد ليلياً عنده.. وقد روى هذا الشيخ (نعتذر عن ذكر ا سمه) هذه القصة لأحد الشيوخ.


خرج الجميع بسيارة مدنية ليستطلعوا المكان ثم عاد بتريوس لوحده بعد ساعة ونصف الساعة بعد ان اعتذر لضيفه الذي قتل لاحقاً على أيدي أبطال المقاومة بعد ذلك، خرج بتريوس بموكب من عربات الهامفي والمدرعات يتقدمهم المتهم الرئيسي نواف وحين وصلوا الى داره، دخل نواف فوجد "عُدي وقُصي ومصطفى" نائمين.. فخرج ليشير بأصبعه الى الأعلى للأمريكان أن الوضع "أوكي" ثم ذهب مع ولده (ش) وركبا في عربة همفي مكشوفة واضعاً "منشفة" على كتفه تاركاً بيته للأمريكيين ليتصرفوا كما يشاؤون.


يقول شاهد العيان (ص) دق جرس هاتفي، وكان المتحدث أحد المجاورين للدار التي وقع فيها الحادث، طالباً مني إنقاذهم "عُدي وقُصي ومصطفى".. ذهبت مع مجموعة من الرجال لنجد ان المعركة قد ابتدأت، وقد سمعت الأمريكان ينادون على عُدي وقُصي ومصطفى بضرورة تسليم أنفسهم مقابل سلامتهم.. كان قُصي يرد عليهم من احدى النوافذ بقاذفة "آر.بي.جي 7" وبسلاح آخر.


ومن نافذة اخرى كان عُدي يقاتلهم بقناصة.. أما مصطفى فكان يرمي عليهم من سطح الدار.. أما على الأرض، فقد كانت الدار محاصرة بأكثر من 20 دبابة و20 مدرعة وأكثر من 20 عربة هامفي واكثر من طوق راجل.. ثم جاءت قوات من البيشمركة لتعزز موقف الأمريكان، فاستحالت أية عملية لإنقاذهم، وسمعنا بأنهم تمكنوا من قتل 13 أمريكياً.. وبعد تعقد الموقف، أطلقت القوات الأمريكية صواريخ غازية، وفجروا الدار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق