وعلى الرغم من توسل الرجال الثلاثة وطلب الرحمة، إلا أن الأهالي قاموا
بسكب البنزين على الإطارات، وأشعلوا النار حتى مات المتهمون حرقا. يقول أحد
الشهود، ويدعى سيسونكي زاتو، «عندما حضرت إلى هنا كان الشباب يرجمونهم
ويضربونهم بالعصي حتى سقطوا، وأحضر البعض إطارات وضعت على أعناقهم وحولهم
وتم إحراقها». وأضاف الشاهد، «كان الجمع يغني «دعوهم يموتون». وتوفي اثنان
في المكان، واستطاع الثالث أن يلوذ بالفرار، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في
المستشفى.
وتقول التقارير إن الحالات التي تعرضت لهذا النوع من العقوبة في تزايد
حاد، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي كايليستا حيث يعيش مليون شخص، نفذت
العقوبة في حق ستة أشخاص، الأسبوعين الماضيين. وحملت أجساد أربعة مجرمين
محتملين، علامات تدل على تعرضهم لتعذيب عنيف.
يذكر أن هذه العقوبة العنيفة ظهرت في البلدات الفقيرة، خلال الاحتجاجات
ضد نظام التمييز العنصري «أبارتهيد»، في الثمانينات. وقد شجع المؤتمر
الوطني الإفريقي أتباعه على إقامة محاكم شعبية لمعاقبة مخبري الشرطة، إلا
أن تطبيق هذا النوع من «العدالة القاسية» انتشر بشكل أصبح يحرج الحزب، الذي
نفى مسؤوليته عن الانتهاكات التي يرتكبها الأتباع. وتقول الخبيرة
السياسية، ماري سايمونس «الإعدام بالإطارات هو دائما تعبير عن اليأس إزاء
عمل الشرطة». ويعتبر آخرون هذه الظاهرة ردة فعل ضد الأجهزة الأمنية الفاسدة
وغير الفعالة، في بلد يقتل فيه 46 شخصا يوميا، في المعدل. أما الباحث في
مركز دراسة العنف وتسوية الخلافات، نومفوندو موغابي، فيقول «العقاب
بالإطارات هو نتيجة الوعود المختلفة، لإنهاء الظلم الاجتماعي».
وتتهم الشرطة في جنوب إفريقيا بالتقاعس عن الاستجابة لبلاغات المواطنين
السود، ومنح مجرمين خطرين الإفراج المشروط. ويرى باحثون أن الظاهرة لها
أبعاد ثقافية، إذ إن المجتمع الجنوب إفريقي يحتضن معتقدات قديمة ولايزال
يؤمن بها، فالعديد من الرجال والنساء يقتلون سنويا حرقا، لاتهامهم بالسحر
والدجل، وتعاني الأحياء والبلدات الفقيرة هذه الظاهرة، وعادة ما يذهب أشخاص
في ريعان شبابهم ضحية هذه العقوبة المجحفة، من دون محاكمة أو إعطائهم فرصة
للدفاع عن أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق