2012-02-04

آيـدجـيـن ,, سفـآح تكسـآس



في عام 2003 شاعت حالة من الهلع عند المشاهدين من الجملة الرهيبة التي حملها أفيش الفيلم وهي
جملة :
( مستوحى من قصة حقيقية! )
فـ قصة الفيلم الشهير تحكي عن مجموعة من المراهقين تعطلت بهم سيارتهم في أحد الطرق فقرروا اللجوء إلى أحد المنازل القريبة ليحصلوا على الدفء والأمان وعلى هاتف يعمل لكنهم وعوضا عن هذا كله عاشوا أبشع ساعات في حياتهم وهم يقتلون ويمزقون واحدا تلو الآخر من قبل عائلة مجنونة ورجل ضخم يرتدي قناعا من جلد آدمي ويحمل في يده منشارا كهربيا يصلح لتمزيق العظام !



في تاريخ الاجرام الاسود هناك سفاحون سجلوا في تاريخ الانسانية بأحرف من دم
{ ايدجين } سفاح مهووس مجنووون
ولو كنت ممن شاهدوا الفيلم الرهيب لأدركت أنهم لا يبالغون في هلعهم هذا
لكننا اليوم وإذ نكشف الحقيقية سنعرف أن الحقيقة أسوأ من كل هذا
من "إيدجين" هذا ..؟؟
لنعرف أولا ما الذي فعله لندرك أهمية أن نتعرف عليه أكثر
إنه يوم السابع عشر من نوفمبر لعام 1957 في مقاطعة ويسكونسون ورجال الشرطة المحليون يدخلون تلك المزرعة البالية التي ورثها "إيدجين" من والدته بحثا عنه فهو أحد المشتبه فيهم في قضية اختفاء "بيرنيس واردن" العجوز صاحبة متجر الأجهزة التي اختفت فجأة وسرق متجرها وتطوع بعض الشهود ليعلنوا أن "إيدجين" هو آخر من زار متجرها وهكذا صار لزاما على رجال الشرطة أن يمرّوا عليه ليستجوبوه
لكن هذه المزرعة البالية لم تكن مشجعة على الإطلاق
كل هذه الفوضى وكل هذه القاذورات بدرجة لم يتخيل أحد أن يراها في المزرعة
مضى رجال الشرطة في طريقهم متجهين إلى المنزل في وسط المزرعة والذي لم يقل في شكله من الخارج عن المزرعة في شيء
حتى المنازل المهجورة لا تبلغ هذه الدرجة من السوء !
كانت الرائحة النفاذة هي أول ما لاحظه رجال الشرطة رائحة هي مزيج من العطن والقذارة والعفن والموت
الشيء الثاني الذي لاحظوه كانت جثة ممزقة ومسلوخة ومعلقة في وضع عكسي في سقف المطبخ وكانت حالة الجثة تدل على أنها مرّ عليها وقت طويل وهي معلقة في هذا الوضع وكانت حالة الجثة هي التي جعلتهم يخطئون في التعرف عليها
لقد كانت جثة "بيرنيس واردن" ! وكانت بدون رأس !!



ببطء استوعب رجال الشرطة في هذا اليوم حقيقة أنهم يقفون أمام جثة آدمية ثم تحول بحثهم عن "إيدجين" في المنزل إلى جولة في متحف للرعب فكل شيء في هذا المنزل كان يحمل بصمة الموت وبشاعته

غرفة المعيشه الخاصه بـ ايدجين




سلة المهملات .. غطاء المقاعد .. غطاء الأباجورات .. كل هذا كان مصنوعا من جلد آدمي

وعاء الطعام كان جزءا من جمجة بشرية




حزام مصنوع من مزيج من جلد آدمي .. وألياف عضلة قلب بشري .. المقعد الهزاز مصنوع بعظام آدمية .. وأخيرا زي كامل تم حياكته من الجلد الآدمي ..!



وبقيادة المأمور "آرثر شيلي" بدأ البحث عن "إيدجين" ومحاولة حصر عدد النساء اللاتي استخدمت جثثهن لتنفيذ متحف الرعب هذا
وبين أهل هذه المدينة الصغيرة انتشر اسم جديد لهذه المزرعة البالية التي حين بدءوا في حفرها عثروا على أهوال لا تصدق .. اسم (مزرعة الموت)

منزل ايدجين




نحن الآن نعرف جزءا مما فعله "إيدجين" ونحن الآن نملك المبرر الكافي لنعود إلى نقطة البداية لهذه القصة الرهيبة إلى كيفية تحول طفل صغير بريء إلى أشهر قاتل متسلسل في التاريخ الأمريكي

ايــدجــيــن




حياتة حين الصغر :
ايد هو الطفل الثاني لأسرة فقيرة له ثلاثة أخوه أجوستا وجورج وهنري الذي يكبره بسبع سنوات
ولد أيد سنة 1906 نشأ أيد في أسرة كبقية أسر السفاحين بالمعنى الصحيح العوائل المشردة فكان له أب سكير لا يقدر حتى على إعالة نفسه وأم متدينه جدا
وأعتقد أن السبب الأساسي في نشأة السفاح أيد هي أمه التي كانت تقضى الليالي تحكي لأطفالها أنهم سيذهبون الى الجحيم اذا اقتربوا من اي أمرأة عندما يكبرون ولطالما كانت تخبرهم بأن جميع من يقطن في بلدتهم بأنهم سيحرقون في النار الهائلة
وهذا مادفع أطفالها لهذه النشأة اللعينه الأم الذي دفعت أبناءها للجنون ولكن الروتين المعرف دائما بأنه كان يجب عليها أن تلحق أبناءها في المدارس ليتعلموا حيث كانت المدرسه بالنسبه لهنري رائعه لأنه أستطاع تكوين الصداقات والأنخراط في دوامة الحياة الجديده والبعيدة عن الجو المجنون الذي تختلقة والدته له أما أيد فقد كان محافظا على عزلته ولم يستطع التكيف مع الامر
فقد اثبتت تقارير المدرسه بأن قدراته محدوده والحسنه التي تذكر له بأنه كان يحب قراءة قصص الاطفال والمغامرات ومع مرور الأيام لاحظ هنرى بأن أخوه أيد بدأ ينصاع لتفكير امه المجنون الذي يدعوه لكره النساء ومما جعله يعتقد أن هذا السبب الذي اوقف نمو عقل ايد الى أن جاء يوم وواجهة والدته بذلك أمام عيني ايد الذي أحس بصاعقه كهربائية للكلام الذي وجهه هنري لوالدته التي كانت بالنسبه له الخطوط الحمراء التي لا يجوز لأحد ان يتخطاها
وفي عام 1940 توفي الأب ليضطر "هنري" و"إيد" إلى مساعدة أمهما بأن يعملا في الحرف اليدوية البسيطة وإن لم يكتسب "إيد" في هذه الفترة أي مهارة سوى إثارة تعاطف أهل المدينة الذين كانوا يشفقون عليه من خجله وعقله المحدود فأخذوا يستعينون به كجليس أطفال
كان "هنري" هو من لاحظ أن علاقة "إيد" المرضية بأمه هي التي تعطل نموه العقلي وفي أكثر من
كان يواجه أمه بهذه الحقيقة ويلومها عليها أمام عيني "إيد" الذي أصيب بصدمة شديدة مما يسمعه جعلته يمقت أخاه كأنه الطاعون فأمه كانت بالنسبة له إله مقدس لا يصح المساس به ولا الاعتراض على تصرفاته وإن كان "هنري" لا يدرك هذا فلا يوجد أمام "إيد" سوى حل وحيد
وهكذا وفي السادس عشر من مايو لعام 1944 لقى "هنري" حتفه في حادث شديد الغرابة
كان مع "إيد" يكافحان النيران التي اندلعت فجأة عند أطراف المزرعة الضخمة ليعود "إيد" بعد عدة ساعات بمفرده وتعبير البلاهة الملتصق بوجهه لا يتغير وأمه تسأله بإصرار "أين ذهب هنري؟!!"..
لكنه لم يكن يجيب فقط حين جاءت الشرطة لتبحث عنه في المزرعة الشاسعة دلّهم "إيد" على مكان جثته بدقة ليجدوه هناك دون أن تمسس النيران جثته وكدمة غريبة على رأسه .. رسالة واضحة
لكن الاحتمال الوحيد هو أن يكون "إيد" المسكين هو الفاعل وهو احتمال لم يكن قابلا حتى للنقاش
مستحيل أن يفعلها "إيد" الخجول المضطهد مستحيل .. ثم إنه أخوه!
هكذا افترض الجميع أن "هنري" اختنق من الدخان وأغلقت القضية عند هذا الحد لتعود الحياة كما كانت وإن كان السؤال الذي يلّح عليّ الآن هو هل عرفت الأم حقيقة ما حدث لـ"هنري"؟!
لن يعرف أحد!
ففي التاسع والعشرين من ديسمبر 1945 وقبل احتفالات العام الجديد بيومين ماتت الأم أخيرا لتترك "إيد" وحيدا في هذه الدنيا
لم يعرفه أحد حينها أن هذه الصدمة ستكون أعمق مما يتخيلون على نفس "إيد" الذي انهار عالمه الخاص فجأة ليجد نفسه وحيدا في مزرعة شاسعة لا تحيطه سوى تعلميات أمه وكوابيسه الخاصة وكم لا ينتهي من الذكريات ومن الأسرار
في غرفة أمه -التي احتلها بعد وفاتها- وفي ذلك المنزل الذي بات مهجورا إلا منه بدأت مراحل التحوّل ببطء صامت
التحول إلى كابوس لن ينساه سكان هذه المدينة الصغيرة بسهولة
وبذلك انعزل ايد أكثر واكثر وكان كل يوم يجلس حزينا على فراش أمه يقرأ قصصه التي تعود على قراءتها منذ صغره وتطورت قراءته إلى دوريات تتحدث عن أبشع وأسوء طرق التعذيب التي يمكن أن تمارس لانسان حي او ميت
وقد شده هذا النوع من الدوريات وراق له كثيرا وبدأ في متابعة هذا النوع من الكتابات وشغفه لم يمنعه عن البحث عن كيفية التشريح وحفظ الجثث وحينها كان يعمل كجليس للأطفال وتخيلوا انه من المروع أنه ان يحكي للأطفال الأبرياء عن تلك الطرق البشعه في التعذيب ومن التصرفات التي تستدعي الاستغراب ان أيد كان يتابع صفحة الوفيات باستمرار لكي ينتظر الجثث وخصوصا جثث السيدات فكانت من افضل الجثث لديه وكان ينتظر بفارغ الصبر الجثث ليطبق عليها ما تعلمه من كتب التعذيب النازي
فتعلم خياطة جلودهن والذي أصبح بالنسبه له فن يتقنه وقام بتغيير وتشويه وجهه
نبدأ الأن في أول ضحايا من ضحايا أيد وهي فتاة في الثامنة عشر من عمرها في مقتبل حياتها ((جورجيا ويكلر)) وكان ذلك عام 1947 م عندما كانت عائده من المدرسه وبدأ أهل القريه بتشكيل فرق للبحث عن الفتاة المفقوده لكن دون جدوى ولم تتوقف الأختفاءات عندها
وفي نوفمبر 1952 توقف كل من "فيكتور ترافيس" و"راي برجز" عند أحد حانات المدينة قبل أن ينطلقا إلى رحلة صيد لم يعودا منها أبدا بل إن سيارتهما اختفت كذلك كأنما لم يكن لها وجود
وفي عام 1953 اختفت جليسة الأطفال "إيفلين هارتلي" من أحد المنازل حين كانت تقضي أمسيتها مع بعض الأطفال واختفاء "إيفلين" بالذات كان عجيبا
أبوها كان من اتصل بالمنزل الذي تعمل فيه كجليسة أطفال أكثر من مرة دون أن يرد أحد فشعر الأب بالقلق البالغ وقرر أن يذهب بنفسه ليلقي نظرة لكنه وجد كل أبواب المنزل ونوافذه مغلقة من الداخل وإن رأى عبر إحدى النوافذ حذاء ابنته ملقى على الأرض فقرر أن يقتحم المنزل من نافذة القبو الصغيرة ليجد عند هذه النافذة جزءا من ملابس ابنته مع بقع دماء متناثرة على الأرض وآثار عراك واضحة أي أن المختطف تسلل إلى المنزل واستدرج الفتاة –تاركا الأطفال في سلام– إلى القبو ليخرج بها من المنزل دون أن يترك أثرا واحدا
بالطبع قامت فرق البحث بتفتيش كل ركن في المنزل والحديقة المحيطة به ولم يجدوا سوى دماء الفتاة متناثرة هنا وهناك في الحديقة وكانت الرسالة واضحة
في عام 1954 اختفت "ماري هوجان" صاحبة أحد المتاجر وهذه المرة عثرت الشرطة على مقذوف بندقية على الأرض
ثم أخيرا جاء عام 1957 لتختفي "بينرنيس واردن" من متجرها بذات الطريقة لكن هذه المرة كان المشتبه فيه الوحيد هو "إيدجين" آخر من شوهد في متجرها

احدى الادوات التي كان يستعملها في القتل




ومن هذا اليوم بدأت الصدمه الكبيره لأهالي القريه أن أيد الخجول هوا الذي كان وراء كل هذه الأختفاءات
بدء التحقيق لمدة عشرة أيام متواصله من الضغط القوي على أيد للأعتراف ولكن اجابته كانت الصمت والأنكار الى أن قرر الأعتراف أنه من قتل بينرنيس واردن وباقي الجثث هي سرقاته من المقابر ومن الغريب انه كان يحكي لهم والسعادة تغمره كأنه أنجز أنجازا عظيما لم ينجزه أحد مما جعلهم يحولونه الى مجموعه من الأطباء ليصفوا حالته هل سيصلح للمحاكمه ام لا وجاءت التقارير عن ايد بكلمتين فقط (( مختل شهواني ))
و تتوالى المفاجأت حيث وجد في منزل أيد أجزاء بشريه لإكثر من سيده قد وضعت لتزين المنزل وأزياء له وتقول التحقيقات انه قام بقتل اكثر من اربعين امرأه
وبعد ذلك قرروا أن يبقى ايد في مصحه نفسيه الى ان يموت وبقى الرعب خالد في قلوب الناس الى ان مات ايد عام 1984 م ولكن قصته لم تنتسى أبدا فقد ظلت القصه محفورة في عقول كل من قرأ عن هذه القصه






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق