التحولات الكبرى التي تجري في المنطقة بدأت تقلب المعادلات والمقاييس
الشرعية .. دعوة الجهاد فرض العين للدفاع عن الأمه ضد حملات الغزو الغربية
أصبحت إحدى أدوات الضغط الأميركية
؛ فيتم استخدام هذا السلاح غبّ الطلب ؛ كل شيء في الخليج أصبح معروضاً للبيع :القيم الدينية والعقائدية، والأعراف السياسية، والأمن القومي.. كلها باتت وفق المشيئة الأميركية، التي باتت أوامر محببة لأمراء الخليج.
؛ فيتم استخدام هذا السلاح غبّ الطلب ؛ كل شيء في الخليج أصبح معروضاً للبيع :القيم الدينية والعقائدية، والأعراف السياسية، والأمن القومي.. كلها باتت وفق المشيئة الأميركية، التي باتت أوامر محببة لأمراء الخليج.
الأميركي يعتقد أنه من دون إعلان الجهاد المقدس في سورية، فإن "الثورة"
ستنتهي مع انهزام الجيش السوري الحر، وانسحاباته التكتيكية من بابا عمرو
والقصير، إلى هزائم إدلب وغيرها من المدن السورية، لذلك طلب فيلتمان
وهيلاري كلينتون من السعوديين إعلان الجهاد المقدس، طبعاً ليس لتحرير القدس
الشريف، بل لنشر الفوضى في سورية.
حمل فيلتمان برنامج العمل الأميركي إلى السعودية، وناقشه مع الأمير نايف
بن سلطان؛ نائب الملك راعي الوهابيين وممولهم والمؤتمن على "ثقافتهم".
معهد بحوث الأمن القومي "الإسرائيلي" اعتبر أن السعودية أحد أهم دعائم
جبهة الاعتدال في وجه دول الممانعة، والأميريكي يعتبر أن الدور السعودي مهم
لتأليب العالم العربي على السوريين، فلولا الفتاوى التى أطلقها السعوديون
لما تمكّن الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات من مصالحة "إسرائيل" وعقد
اتفاقية "أوسلو"، ولولا تلك الفتاوى لما تمكّن حسني مبارك والسعوديون
أنفسهم من تأمين موطئ قدم للقوات الأميريكية في العراق.
تلك الفتاوى السياسية التي مهّدت للدخول الأميركي للمنطقة، بدأت تأخذ
المنحى العقائدي، فبعد أن أفتى الشيخ عبد المحسن العبيكان بجواز الرضاعة
للرجال، اعتدى بالضرب على سائقه، بعد أن طلب السائق من الشيخ العبيكان، على
سبيل المزاح، أن يسمح له بالرضاعة من زوجته؛ عملاً بالفتوى التي أطلقها
العبيكان نفسه .. أما كارثة ملعب بور سعيد بمصر، فهي بالمقياس السعودي
للفتاوى، عقاب من رب العالمين بسبب ارتداء اللاعبين "شورت" رياضي غير شرعي.
وسط هذه الفتاوى الضالة والمضلة التي تنهمر مثل المطر الكبريتي، خرج
المتحدث الرسمي للداخلية السعودية بتصريح قال فيه إن المملكة تمنع منعاً
باتاً كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، وكذلك الدعوة إليها،
وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية، لكن يبدو أن ما هو محرم في
السعودية بات حلالاً مع الإدارة الأميركية في سورية؛ تحريضاً وقتلاً
وتفجيراً.
صحيفة "الغارديان" قالت إن المملكة ينخرها الفساد والقمع، فالنظام يعتقل
عشرات آلاف السجناء السياسيين الذين يتم توقيفهم من دون اتهام مباشر، فقط
بسبب رأي سياسي أو "شرعي" مخالف للأسرة الحاكمة، وكشفت الصحيفة حجم الفساد
الذي يتزايد يومياً، ففي الميزانية الأخيرة وحدها هناك مئة مليار دولار
مفقودة، معتبرة أن العائلة المالكة تعامل شعبها وبلدها على أنهما ملكية
خاصة لها.
الأمير طلال بن عبد العزيز؛ شقيق الملك السعودي، قال إن بلاده مقبلة على
صراعات حادة داخل العائلة المالكة، وإن جميع الأمراء في المملكة يتحضرون
لليوم الموعود، حيث بدأوا يكدسون السلاح والرجال، ويُعتقد على نطاق واسع أن
هذه المواجهات ستكون دموية، من أجل السيطرة على الحكم والسلطةكما أشار
الأمير إلى وجود مخطط قطري لتقسيم المملكة السعودية، وضرب سورية خدمة
لـ"إسرائيل".
فهل سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه فبركة الفتاوى السعودية، التي يتم
استخدامها في هذه الأيام ببراعة، من أجل تأجيج الصراع في المنطقة العربية،
كرمى لعيون الربيع القطري؟ وهل سيأتي اليوم الذي نشهد فيه للإعلان عن
انتخابات تشريعية في السعودية أو قطر، يتم من خلالها انتخاب مجلس نيابي غير
موجود أصلاً، وتحويل المملكة والإمارة إلى جمهورية يُنتخب رئيسها من
الشعب؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق