2012-04-27

البنك المركزي يطل على دجلة بـ 40 طابقا العام 2016.. وجزيرة الاعراس تضاهي سوليدير





 http://www.almonasron.com/wb/wp-content/uploads/2012/04/filemanager5.jpg


مجموعة العراق للاعلام IQGM - غادر المهندس نعمان منى العراق منذ خمسة عقود، وعاد منذ ثلاث سنوات، ليشترك في تشييد بناية البنك المركزي العراقي التي ستقام على مساحة 96 ألف متر مربع، وبارتفاع شاهق يصل الى 40 طابقا، والتي صممتها المعمارية العراقية زها حديد، وكان منى قد عمل في مشاريع معمارية رئيسة في لندن .
وذكرت صحيفة ذي ناشيونال الاماراتية الصادرة باللغة الانكليزية نقلا عن نعمان منى ان البناية ستكتمل في عام 2016، حيث ستمزج التراث بالحداثة، وهي مستقاة من الزقورة السومرية، وحدائق بابل المعلقة، والتراث الاسلامي في العصر العباسي، في ملوية سامراء.
وتنقل الصحيفة عن المهندس الاستشاري اسامة القصير قوله، ان بغداد ستتسع لاستيعاب ضعف عدد سكانها، مشيرا الى ان مخططي المدن، سيستلهمون من العمارة اللبنانية انموذجا لاعادة اعمار العراق، حيث جذبت لبنان، بعد انتهاء الحرب الاهلية، مليارات الدولارات من المستثمرين الاجانب، حسبما قول الصحيفة.
وتسرد صحيفة ذي ناشيونال الاماراتية قصة عودة نعمان منى الى موطنه العراق، بعد مضي 5 عقود على فراره من الاضطرابات، والثورة في الخمسينيات، وقال منى للصحيفة لو لم اكن متفائلا لما عدت، وهو في بغداد منذ ثلاث سنوات، ويعمل كمدير لمشروع بناء المواقع الجديدة للبنك المركزي العراقي، بعد ان عمل في مشاريع معمارية رئيسة في لندن بحسب تعريف صحيفة ذي ناشيونال.
وبعد مرور نحو عقد على اسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام، بدأت الخطط لتصميم مشاريع المدن الضخمة، ويعد المهندسون المعماريون المتخصصون بالمدن، امثال منى، في الطليعة، ويوجد خلف الجدران الاسمنتية الرمادية، وحواجز التفتيش الامنية التي لا نهاية لها، رافعات تم نصبها للمرة الاولى منذ العام 2003، لتمتد بذلك مواد البناء على طول الشارع، بينما تشير اللوحات التعريفية الى مشاريع البناء المستقبلية، والتي ستنافس اية مدينة حضرية.
وقال منى للصحيفة لم تكن لدينا خطط تطوير اساسية في العراق، لسنوات عدة.. كان لدينا معالم لبعض مشاريع البنى التحتية في السبعينيات والثمانينيات، لكنها ليست مبان وظيفية تخدم المجتمع، وهي متواضعة مقارنة بما يحتاجه العراق في الوقت الراهن.
وعلى اكثر من 95 ألف متر مربع من المساحة المخصصة، وبارتفاع 40 طابقا، ستشيد بناية البنك المركزي المقترحة، كأعلى بناية في المدينة، لتطل على نهر دجلة من جانب شارع ابي نؤاس، مبينا انه من المقرر ان يكون المبنى كاملا في عام 2016.
واضاف المهندس نعمان منى ستكون بناية البنك المركزي العراقي، التي صممتها المهندسة البريطانية العراقية المولد، زها حديد، محاولة لخلق تصاميم حديثة، مزودة بملامح مستقاة من الزقورة السومرية ومن منارة الملوية في مدينة سامراء، حيث يشكل كلا الصرحين الشهيرين جزءا من التراث العراقي، مبينا ان الاول هو بناء حاد مع قمة مستوية تشبه في تصميمها حدائق بابل المعلقة، والثاني يشبه صخرة كبيرة كتمثال على منصة.
واكد منى ان هذا البناء سيكون فريدا من نوعه، ومبدعا ليمثل العراق الجديد، مشيرا الى ان المبنى سيكون في نهاية حي الكرادة، قرب جزيرة تصطف بها اشجار النخيل، مقابل المنطقة الخضراء، وكان مخططا لتلك الجزيرة في الخمسينيات، ان تكون مركزا ثقافيا يضم دار اوبرا عملاقة، يصممها المعماري الاميركي الشهير فرانك لويد رايت ،الا ان المشروع الغي بعد ثورة 14 تموز التي اطاحت بالملكية في العراق عام 1958.
وتمضي الصحيفة إلى القول تعرف الجزيرة بمدينة الاعراس، وكانت المكان الرئيس الذي تقام فيه حفلات الزفاف المترفة خلال الثمانينيات، حيث عانى العراقيون سنوات طوال من الحرب، والعقوبات، ومنع السفر، فكانوا يقضون ايام شهر العسل فيها، فضلا عن العطل، وسط اشجار النخيل، فيما ستطور الجزيرة، بمخطط لتجديدها، لتصبح موقعا ترفيهيا بقلب العاصمة.
وضمن خطة تطوير هذه الجزيرة، قال المهندس الاستشاري اسامة القصير، الذي حصل على عقد بقيمة 4 ملايين دولار من امانة بغداد للصحيفة الاماراتية ندعو المستثمرين لتطوير المنطقة، وسوف تعاد من جديد، بفنادق خمس نجوم، وساحات تنس ومقاه وكازينوات.
والقصير هو ممثل لمشروع مشترك في بغداد، يضم شركتي خطيب، والعلمي، وهي شركة الهندسة المعمارية اللبنانية ومكتبها الرئيس في بيروت، وشركة المحيط الهادي للاستشارات الدولية، وهي شركة البناء اليابانية، وشركة ميديكس العراقية كما يضطلع القصير بمهمة تحديث خطة بغداد الكبرى لتلائم عدد السكان الحالي الذي يفوق 6 ملايين نسمة، ومن المتوقع ان يصل الى الضعف خلال 2030 وكان آخر تحديث لتلك الخطة جرى في عام 1972، مضيفا نفكر في استيعاب عدد اضافي من السكان، الى المدن التابعة ضمن نطاق 60 كيلومترا من وسط بغداد.
ويتطلع مخططو المدن للاستلهام من لبنان، في اعادة بناء العراق، اثر تحسن الوضع الأمني بعد الصراع الطائفي خلال 2006- 2008. وكانت جهود إعادة الإعمار في بيروت، بعد الحرب الاهلية التي وقعت 1975- 1990 جذبت مليارات الدولارات من المستثمرين الأجانب والمحليين، واعادت تأسيس مكانة العاصمة التي تعرف الان باريس الشرق الأوسط.
وطرح القصير منطقة السوليدير كنموذج قائلا :لدينا منطقة السوليدير في لبنان، والتي دمرت تماما بسبب الحرب الاهلية، والان هي جميلة حقا، فيما اشار الى شارع الرشيد واصفا اياه بانه الان في حالة حزينة، حيث كان لموقعه نشاطا تجاريا صاخبا ايام الامبراطورية العثمانية، وهو الآن في حالة حزينة مع نوافذ محطمة، وكتابة على الجدران المتداعية، ويضم محلات لتصليح السيارات، وبعض المتاجر وتابع ان المهندسين المعماريين المشاركين في مشاريع الترميم، قد اعدوا تصاميم للشارع على غرار باريس العام 1916، ونسخة عراقية من منطقة سوليدير في بيروت، المليئة بمراكز التسوق الحديثة، والممرات المرصوفة بالحصى، وتصطف على جانبيه المحلات التجارية، وأشجار النخيل والنافورات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق